المملكة العربية السعودية- إرث الاستقرار والتطور المستمر

المؤلف: ثامر بن سعران السبيعي09.16.2025
المملكة العربية السعودية- إرث الاستقرار والتطور المستمر

في عام 1932، بزغت المملكة العربية السعودية الحديثة إلى الوجود على يد المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز آل سعود، وذلك عقب سنوات مديدة من العمل الدؤوب لجمع شتات أراضي شبه الجزيرة العربية وتوحيدها تحت راية واحدة. فقبل هذا التاريخ، كانت المنطقة تعيش في خضم حالة من الفوضى العارمة والنزاعات القبلية المتواصلة التي أرهقت البلاد وأضرت بالعباد. ولكن، مع انبثاق التحالف المتين بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب في القرن الثامن عشر، ظهرت الدولة السعودية الأولى (1744-1818) كنور أضاء المنطقة، وتمكنت بحنكة واقتدار من توحيد أجزاء واسعة من شبه الجزيرة العربية تحت لوائها.

وفي عام 1932، خطا الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود خطوة تاريخية بتأسيس المملكة العربية السعودية الحديثة، واضعاً بذلك حجر الأساس لعهد جديد مفعم بالاستقرار السياسي والأمن الوارف. وفي عام 1938، منَّ الله على المملكة باكتشاف النفط، مما فتح لها آفاقاً واسعة للقيام بمشاريع تنموية طموحة وغير مسبوقة، حيث قفز الناتج المحلي الإجمالي للمملكة في عام 2021 ليصل إلى ما يقارب 800 مليار دولار أمريكي، مما يبرهن على النمو الاقتصادي المتسارع والازدهار الذي تعيشه البلاد.

وعلى صعيد الثقافة والتعليم، أولى الملك عبدالعزيز اهتماماً بالغاً بهذا الجانب الحيوي، فقام بإنشاء صروح تعليمية ودينية شامخة، بالإضافة إلى تأمين الحرمين الشريفين وتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين. وفي العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، تم تخصيص استثمارات ضخمة في تطوير التعليم الحديث وتنمية المهارات، وذلك إيماناً بأهمية بناء الإنسان وتمكينه، وتعزيزاً للاستقرار المعنوي والروحي للمسلمين في شتى بقاع الأرض.

وعلى الصعيد الاقتصادي، اضطلعت المملكة بدور محوري في تأسيس منظمة أوبك في عام 1960، مما أسهم بشكل فعال في تحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية للطاقة. وفي إطار رؤية 2030 الطموحة، يسعى الأمير محمد بن سلمان بكل جد وإخلاص إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، مما يعزز من مكانة المملكة المرموقة على الساحة الاقتصادية العالمية ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وعلى الصعيد السياسي، ساهمت المملكة بشكل كبير في تعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال دعم التحالف العربي في اليمن، وهو ما يعكس رؤية الأمير محمد بن سلمان الثاقبة في تعزيز التعاون العربي والإسلامي والتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة.

وهكذا، تواصل المملكة العربية السعودية مسيرة النهضة والازدهار، مستلهمة إرث الاستقرار الذي غرسه الملك عبدالعزيز، الذي أحدث تحولاً شاملاً في مختلف المجالات، مما يعزز من مكانتها كقوة اقتصادية وسياسية مؤثرة في العالم، ويسهم في تحقيق الأمن والسلام والرخاء للجميع.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة